أسماء القرآن
ذكر العلماء والمفسرون أسماءً عديدة للقرآن استخرجوها من نص القرآن أو من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أشهرها: القرآن، الكتاب، الذكر والفرقان. ولفظ القرآن على وزن
فُعْلاَن (مثل
غُفْرَان،
حُسْبَان)اسم مشتق من فعل
قَرَأَ بمعنى
جَمَعَ و
تَلاَ. إذاً فهو كلام مجموع في كتاب للتلاوة. وسُمي القرآن بكتاب لأن آياته وسوره قد سطرت وجُمعت بين دفتين. وتسمية القرآن بهذين الأسمين يعد إشارة إلهية لحفظ الله القرآن في الصدور مقروءا وفي السطور مكتوبا. وقد قال الشيخ عبد الله دراز "فلا ثقة بِحفظ حافظ حتَّى يوافق حفظه الرسم المجمع عليه، ولا ثقة بكتابة كاتب حتى يوافق ما هو ثابت عند حفاظ الأسانيد". واسم
الفرقان مشتق من فعل
فَرَقَ بمعنى
فَصَلَ و
فَرَق بين الأمور، فهو إذًا يفرَّق ويفصل بين الحق والباطل.
ومن أسمائه أيضًا: الذِكْرُ، النور، الموعظة، الفرقان، التنزيل، الحق، البيان، المنير، القصص، السراج، البشير، النذير وغيرها من الأسماء الواردة في آي القرآن نفسها أو في الأحاديث.
وكذلك لكل سورة في القرآن اسم خاص بها، بل لبعض السور أكثر من اسم، مثلا السورة الأولى في المصحف لها أكثر من عشرين اسمًا منها: الفاتحة، أم الكتاب، السبع المثاني، الكافية، الشافية.نزول القرآن وجمعه في مصحف واحد
يتفق علماء المسلمين على أن القرآن لم ينزل دفعة واحدة، وإنما نزل على فترات متقطعة، على امتداد أكثر من عشرين عامًا. ويعبرون عن هذا بقولهم "نزل القرآن مُنَجَّمًا"، أي "مُفرَّقا".
وقد ذكر هؤلاء العلماء لنزول القرآن بشكل متفرّق عدة حكم منها:
- تثبيت قلب النبي محمد لمواجهة ما يلاقيه من قومه، ذكر القرآن: "كذلك لنثبِّت به فؤادك ورتلناه ترتيلًا" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:32. وفي قول القرآن: "ورتلناه ترتيلًا" إشارة إلى أن تنزيله شيئاً فشيئًا ليتيسر الحفظ والفهم والعمل بمقتضاه.
- الرد على الشبهات التي يختلقها المشركون ودحض حججهم أولاً بأول: "ولا يأتونك بمثلِ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرًا" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:33.
- تيسير حفظه وفهمه على النبي محمد وعلى أصحابه: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا }[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:106.
- التدرج بالصحابة والأمة آنذاك في تطبيق أحكام القرآن، فليس من السهل على الإنسان التخلي عما اعتاده من عادات وتقاليد مخالفة للقيم والعادات الإسلامية مثل شرب الخمر.
- كان ينزل حسب الحاجة أي ينزل ليرد على أسئلة السائلين.
أما
المقدار الذي كان ينزل من القرآن على النبي محمد فيظهر من الأحاديث النبوية أنه كان ينزل على حسب الحاجة.
أما بداية الوحي، فيعتقد المسلمون أنه بداية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾. وذلك في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حيث كان النبي يتعبد ويختلي بنفسه. وقد كان هذا في السابع عشر من رمضان، قال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في كتابه البداية والنهاية "كان ابتداء الوحي إلى رسول الله يوم الاثنين لسبع عشرة خلت من رمضان وقيل من الرابع والعشرين". وقد اختلف بأي يوم بالتحديد بدأ نزول الوحي لكنه متفق على أنه في أواخر شهر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
ومن عقيدة المسلم وإيمانه بالقرآن أن يؤمن أن المَلَك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] نزل بألفاظ القرآن كلها وأن القرآن كله هو كلام الله ولا دخل لجبريل ولا للرسول محمد فيها ولا في ترتيبها بل هي كما في الآية:
﴿كتاب أُحكمت آياته ثم فُصِّلت من لدن حكيم خبير﴾ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:1.حفظ القرآن في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم
إن من مميزات الأمة المسلمة أن كتابها قد حفظ عن ظهر قلب على خلاف بقية الأمم السابقة. وقد كان في ذلك سببًا من أسباب حفظ القرآن من التحريف والتغيير على مر العصور. وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يحث
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] على حفظ القرآن حتى أنه كان يتعاهد كل من يدخل الإسلام ويدفعه إلى أحد المسلمين ليعلمه القرآن. يُروى عن عبادة بن الصامت قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشغَل، فإذا قَدِمَ رجل مهاجر على رسول الله دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن" رواه أحمد. ولقد حفظ عدد كبير من الصحابة القرآن منهم: الخلفاء الراشدين، وطلحة، وسعد، وابن مسعود وغيرهم من الصحابة.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بحفظ الصحابة للقرآن عن ظهر قلب، بل أمرهم أن يكتبوه ويدونوه لحمايته من الضياع والتغيير. وبذلك تحقق حفظ القرآن في الصدور وفي السطور. وقد ورد في الحديث أن النبي محمدًا أمر في البداية ألا يكتب عنه الصحابة شيئا إلا القرآن حتى لا يختلط بغيره من الكلام: "لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه" (رواه مسلم). قال النووي تعليقًا على هذا الحديث: "وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن، فلما أمن ذلك أذن في كتابته".
وكان صحابة النبي محمدصلى الله عليه وسلم يستعملون في كتابة القرآن ما تيسر لهم وما توفر في بيئتهم من أدوات لذلك، فكانوا يستعملون الجلود والعظام والألواح والحجارة ونحوها، كأدوات للكتابة. وبقي القرآن مكتوبًا على هذه الأشياء محفوظًا عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولم يجمع في مصحف في عهده.
وكان النبى يأمر الصحابة عند نزول آية من القرآن فيقول: ضعوها في موضع كذا... أى يرشدهم إلى مكان تلك الآية بين الآيات التي سبقتها. وكان جبريل يراجع القرآن مع النبى صلى الله عليه وسلم في رمضان، وقد راجعه في آخر عام مرتين، ولذلك فإن الصورة الحالية لترتيب القرآن تتوافق مع المراجعة الأخيرة مع جبريل وهى ما يسميها العلماء (العرضة الأخيرة).
أما عن حكمة عدم جمعه في كتاب واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال العلماء في ذلك:
- أنه لم يوجد داع من جمعه في مصحف واحد كما على عهد الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
- أن القرآن نزل مفرقًا على فترات مختلفة، ولم ينزل بترتيب المصحف، ثم إن بعض الآيات نزلت ناسخة لما قبلها. ولو جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لكان وجب تغير المصاحف كلها كلما نزلت آية أو سورة.